לקסיקון לחברה משותפת
רק מזכירים לך שלא שופטים ספר לפי הכריכה שלו 😉
לקסיקון לחברה משותפת

לקסיקון לחברה משותפת

ספר דיגיטלי
ספר מודפס

עוד על הספר

שולי דיכטר

שלום (שולי) דיכטר הוא איש חינוך ויזם חברתי ישראלי, מחלוצי המאמץ לכינון חברה משותפת לערבים ויהודים בישראל, ומנכ"ל עמותת "יד ביד – המרכז לחינוך יהודי ערבי בישראל".

לאורך השנים פרסם עשרות מאמרים בעיתונות בישראל ובחו"ל.

תקציר

בזמנים של שבר עמוק ואופק מדיני חסום, בצל אפלת הייאוש, האלימות הפושעת והדה-הומניזציה, אנו מציעים תקווה. כל מונח בלקסיקון הוא אבן בניין לחברה משותפת, מושג מבואר לקראת תקווה פוליטית. כינון תחביר חדש למושגים אלה, יסייע לכינון משנה מקיפה לחברה משותפת, בעלת שפה, מוסדות, נראטיב. 

כתיבת הלקסיקון התבססה על שיתוף פעולה בין פלסטינים לבין יהודים אזרחי ישראל, מנהיגוֹת ומובילי ארגוני שותפוּת וחוקרים, שחברו בשביל ללמוד ולכתוב ביחד. עשרות אלפי אזרחים מקיימים כבר כיום מבנים של שותפות – בחינוך הדו-לשוני, בפעילות הדור הצעיר, במוסדות של רשויות מוניציפליות, בתרבות ובאמנות, ואף בעסקים. 

הלקסיקון מציע בסיס תפיסתי ורעיוני למעשה השותפות, ונועד לעגן את המונחים שיסייעו לנסח וליצור אותו. דווקא בזמנים של הרס, סגירות לאומית אלימה, נדרשת שפה שתוכל להציע עתיד אחר. מתוך האסון – אנו מנסחים הצעה. מתוך ההריסות – אנו מצביע אל העתיד המשותף במולדת.

שולי דיכטר (69) גדל בקיבוץ מענית וחבר בו עד עתה. אב לבן ולשתי בנות; סב ל־10 נכדות ונכדים; שולי מחנך במקצועו, מזה עשרות שנים עוסק בכינונה של חברה משותפת בין פלסטינים ויהודים בארץ. בשנות ה־90 ניהל במשותף את "ילדים־מלמדים־ילדים" בגבעת חביבה. לאחר מכן ניהל במשותף במשך עשור את עמותת "סיכוי־אופוק"; והיה מנכ"ל עמותת "יד־ביד" לחינוך דו־לשוני, בעשור השני של המאה ה־21. 

בשנת 2014 התפרסם ספרו מבעד לכוונות הטובות, הכולל 12 סיפורים מניסיונו האישי ו־6 רפלקציות על הסיפורים. הספר זכה להדפסה שנייה ומשמש כבסיס לדיונים בתחום זה. בינואר שנת 2023 פורסם התרגום לאנגלית לספר, תחת הכותרת SHARING THE PROMISED LAND.

ד"ר אמיר פאח׳ורי (40) הוא סוציולוג פוליטי ותרבותי, משפטן וחוקר במכון ון ליר בירושלים. 

מחקריו עוסקים בחוקות, סכסוכים אתניים ולאומיים, פוליטיקה פלסטינית בישראל, חברה משותפת, וסוציולוגיה של ערבים נוצרים בישראל ובמזרח התיכון, בהקשרים מקומיים והשוואתיים. 

ד"ר פאח׳ורי מרצה בחוג ללימודי שלום ויישוב סכסוכים ובחוג לסוציולוגיה באוניברסיטת חיפה, שם מלמד את הקורס החדשני "חברה משותפת – היבטים תיאורטיים ומעשיים". הוא משמש גם כמנהל שותף בקבוצת החשיבה "שלום מבוסס שותפות" הפועלת במכון ון ליר, עורך ספרים בתחומים אלו וממובילי היוזמה הפוליטית החשובה "ארץ לכולם – שתי מדינות, מולדת אחת".  

من عمق الأزمة، وانسداد الأفق السياسي، من ظلمة اليأس والشيطنة والعنف الإجرامي، نطرح الأمل.
كل مصطلح في المعجم هو لبنة في بناء مجتمع مشترك، وهو مفهوم يُعبّر عن أمل سياسي. مع إرساء بُنية جديدة لهذه المفاهيم، سيصبح المجتمع المشترك مجتمعًا شاملًا، له لغة ومؤسسات وسردية.

استندت كتابة المعجم إلى تعاون مشترك بين فلسطينيين ويهود مواطني دولة إسرائيل، قادة منظمات الشراكة، وباحثات وباحثين، التئموا معًا للتعلّم والكتابة.

يقيم اليوم عشرات الآلاف من المواطنين بُنى للشراكة - في التعليم ثنائيّ اللغة، وفي أنشطة جيل الشباب، وفي مؤسسات البلديات، وفي الثقافة والفنون، وحتى في مجال الأعمال. يوفّر هذا المعجم ومصطلحاته أساسًا مفاهيميًا وفكريًا لفعل الشراكة، ويهدف إلى ترسيخ المصطلحات التي تُسهم في صياغته وبنائه. والآن بالذات، في زمن الدمار والعنف والانغلاق القومي، تبرز الحاجة إلى لغة بمستطاعها طرح مستقبلٍ مغاير. من قلب الكارثة، نصوغ مقترحًا. من بين الأنقاض، نؤشر على المستقبل المشترك في الوطن.

פרק ראשון

مقدّمة

المجتمع المشترك

من وجهة نظرنا، يجب أن يتوسّع مفهوم المجتمع المشترك من مجرّد مقاربة واحدة من بين عدّة مقاربات إلى مجال معرفيّ راسخ ومتنوّع، يمكن أن يوفّر أدوات متعدّدة التخصّصات لفهم العلاقات بين اليهود الإسرائيليّين والعرب الفلسطينيّين في مجمل مساحة الصراع، ويمكنه كذلك تنظيم هذه العلاقات على نحو متّفق عليه وعادل ومنصف يحمل معنًى عمليًا وعاطفيًا لكلا الجانبيْن، على مختلف مجموعاتهما الفرعيّة. في هذا الصدد، يجب أن تغدو عبارة «المجتمع المشترك» نظريّة شاملة، تتّسم بلغة خاصّة ورموز وخزائن كتب وروايات وسرديّات ومؤسّسات ومنظومة تسويغات. لذا، ورغم أنّ المعجم الحاليّ يتضمّن مصطلح المجتمع المشترك كنهج، إلا أن جميع مصطلحاته، ومجلّداته اللاحقة، على أمل أن تأتي، تهدف إلى دعم السيرورة الشاملة لتأسيس مجتمع مشترك كتيّار فكريّ، ومجال معرفيّ راسخ ومتنوّع، يلائم جميع سكّان الوطن.

 

المعجم 

تمّ إعداد هذا المعجم الخاصّ وتحريره في مركز نيسان في معهد فان لير في القدس بهدف المساهمة في تأسيس المعرفة حول العلاقات بين المجموعتيْن القوميّتيْن في إسرائيل، وتطوير الجدل المدروس حولهما، وبالتالي تحديد مجال معرفيّ منظّم ومنهجيّ ومتميّز. كما يهدف إلى تعزيز الممارسة العمليّة للخبراء في هذا المجال وتطويرها من خلال تعميق المعرفة النظريّة الأكاديميّة. إنها عملية نشاط فكريّ تحاول تعريف الفضاء المفاهيميّ من خلال الملاحظة والفحص النظريّ وشحذ الاختلافات بين المفاهيم المنافسة القائمة، إلى جانب الإشارة إلى الوجهات المشتركة. يهدف هذا التعمّق النظريّ أيضًا إلى المساهمة في بناء مجتمع فكريّ-سياسيّ يدعم إقامة مجتمع مشترك.

شارك في وضع المضامين نحو 20 من أبرز قادة منظّمات المجتمع المشترك في إسرائيل: يدًا بيد للتعليم ثنائيّ اللغة، سيكوي-أفق، مبادرات إبراهيم، مهباخ-تغيير، ومعهد أجيك-النقب. تم تشكيل المجموعة عام 2021 كجزء من دراسة مشتركة للنظريّات التي تساعد في تحديد التصوّرات المختلفة للمجتمع المشترك، وكيفيّة تغذية هذه النظريّات للأجندات المختلفة وتأثيرها عليها في بيئة عمل المجتمع المدني. عُقدت عام 2022 ثمانية لقاءات للمجموعة بأكملها بغرض المشاركة في كتابة المعجم، وكذلك لقاءات عمل للمحرّرين مع الكتّاب.

المصطلحات

اختار المصطلحات في هذا المعجم أعضاءُ مجموعة القيادة والمحرّران، ويعكس التنوّع الذي نشأ العمل اليومي للمنظّمات وكذلك الحاجة إلى وضع هذا العمل في مجال مفاهيميّ وتحليليّ وجماهيريّ من خلال الدراسة النظريّة.

في شرح كلّ مصطلح، رأينا أن نتناول أربعة أبعاد:(1) معناه الشائع،(2) معانيه الأخرى، موقعه بالنسبة إلى المصطلحات الأخرى ذات الصلة، والآراء والمواقف المختلفة بشأنه في السياق الإسرائيليّ،(3) موقعه في مجال البحث الأكاديميّ والجماهيريّ،(4) ارتباطه المباشر بالمجتمع المشترك.

من أجل الإيجاز والوضوح، يحتوي كلّ مصطلح على بضع مئات الكلمات. في الوقت نفسه، أرفقنا المصطلحات بهوامش تُحيل إلى مجموعة واسعة من المقالات والكتب في مجال المجتمع المدنيّ، بالإضافة إلى المواد ذات الصلة في المجالات الأكاديميّة المرادفة، مثل علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعيّ والتاريخ والعلوم السياسيّة وغيرها. الغرض من هذه الهوامش هو المساهمة في بناء مكتبة المجتمع المشترك.

هذا العمل رائد - الأوّل من نوعه في البلاد - لناحيتيْن: أوّلًا، بفضل مشاركة العديد من الكتّاب الذين يقفون في طليعة قيادة تطبيق الشراكة بين اليهود والفلسطينيّين ضمن المواطنة الإسرائيليّة. ثانيًا، لأنه المحاولة الأولى لتحديد ماهيّة المجتمع المشترك، وتأسيس هذا التعريف على عمليّة مَفهَمة تستند إلى الكتابة الأكاديميّة النظريّة، وكذلك على تقارير ميدانيّة من العاملين في هذا المضمار. لهذا السبب، لم يُختتم المشروع مع نشر المعجم، بل افتُتح به. وسيتمّ تعميقه وتكثيفه مستقبلًا في كلّ عام، سواء في عدد المصطلحات التي ستُضاف إليه وتوسيع الفئات الحاليّة، أو في عدد الكتّاب الذين سيُسهمون بخبرتهم وخلاصة تجربتهم التراكميّة. في المستقبل، نخطّط لوضع أنطولوجيا للمجتمع المشترك تعتمد بشكل أساسيّ على الجانب الأكاديميّ من عملنا، وسيُسهم في وضعها المزيد من الكتّاب من الأوساط الأكاديميّة.

يمكن تقسيم المصطلحات الواردة في هذه الطبعة الأولى من المعجم إلى خمس مجموعات:(1) مقاربات مختلفة لإدارة الاختلافات والتشابهات الثقافيّة،(2) التصوّرات المتعلّقة بالمجتمعات المنقسمة ثقافيًا،(3) الأجندة المبدئيّة والعمليّة لمنظّمات المجتمع المشترك،(4) قضايا في المواطنة الإسرائيليّة يُعنى بها المجتمع العربيّ الفلسطينيّ وتؤثّر على المجتمع المشترك،(5) الأحداث المؤسِّسة التي تشكّل مَعْلمًا في حياة القومتيْن. يتم ترتيب المصطلحات في كل مجموعة أبجديًا، باستثناء الأحداث المؤسِّسة في المجموعة الأخيرة، والتي تظهر وفق تسلسلها الزمنيّ.

التوزيع على القرّاء

تشمل دائرة الهدف المباشر للمعجم أولئك الذين يعملون على تأسيس مجتمع مشترك في إسرائيل، بالإضافة إلى دائرة نفوذهم. تشمل الدائرة المستهدفة الثانية الأطر التي تتعامل مع إدارة الاختلافات والتشابهات بين المجموعات الثقافيّة المختلفة ضمن المواطنة الإسرائيليّة، مثل منظّمات تعزيز القيادة الاجتماعيّة، منظّمات التعليم اللا منهجيّ، والمنظّمات التي تنظّم لقاءات بين مجموعات وحركات شبابيّة. الدائرة الثالثة، الآخذة بالاتّساع، تشمل أطر عمل مختلطة من الأساس، مثل الكليّات والجامعات والمستشفيات والسلطات المحليّة وغيرها. ويهدف المعجم إلى تقديم محتوى توضيحيّ يساعد في توجيه مسار هذه الأطر كأطر مشتركة أو أطر تطمح إلى الشراكة.

نعتزم في مركز نيسان جعل المعجم مرجعًا فكريًا وقياسًا مفاهيميًا لجميع المعنيّين بالموضوع. وعليه نعمل حاليًا على إعداد خطط دراسيّة تعتمد على مصطلحات المعجم، بهدف إجراء نقاش حولها ودراستها ومعالجتها بشكل منهجيّ بين الدوائر المختلفة.

بالإضافة إلى نشره ورقيًا في طبعة ثنائيّة اللّغة (عبريّة وعربيّة) من حوالي 200 صفحة، سيتمّ نشر المعجم أيضًا في نسخة إلكترونيّة. بالإضافة إلى ذلك، نخطّط لتوزيع المعجم على جمهور أوسع من خلال مقاطع الفيديو والمناقشات المفتوحة على الشبكات الاجتماعيّة.

اصطلاح

اخترنا أن نشير في جميع فصول المعجم إلى المواطنين العرب في إسرائيل على أنهم «فلسطينيّون ضمن المواطنة الإسرائيليّة». هناك سببان رئيسيّان لهذه التسمية: أوّلًا، هناك طمس متزايد للحدود الدوليّة، تصبح بسببه المواطنة الإسرائيليّة — وليس الجغرافيا (الخط الأخضر) — الخط الحدوديّ الذي يفصل إسرائيل نفسها عن «الأراضي المحتلة». والثاني هو أنّ المواطنة الإسرائيليّة هي في آن واحد وضعٌ قانونيّ وتجربةُ حياة، وهي المعيار الأساسيّ الذي يميّز المواطنين الفلسطينيّين داخل الخط الأخضر عن الرعايا الفلسطينيّين الذين يعيشون في الأراضي المحتلة.

وكما أسلفنا، فإنّ المعجم لا ينتهي بهذا الكتاب، بل يمثل بداية مشروع ممتدّ. يظلّ مفتوحًا عمدًا، على أمل أن يكون الانشغال بالمجتمع المشترك والتفكير فيه واسعًا لدرجة تمكينه مستقبلًا من احتواء مقاربات متنوّعة، بل وخلافات. وستزداد قيمته مع السنين، وسيكون هو نفسه بمثابة توثيق، نفتقر إليه بشدّة حتى الآن، للتطوّر المفاهيميّ في مجالنا. وفقا لبرامجنا، ستكون نسخته القادمة أوسع، سواء من حيث عدد المصطلحات أو من حيث تنوّعها. وبقدر ما يساورنا القلقـ يساورنا الفضول ترقبًا لقوادم الأيام.

شولي ديختر ود. أمير فاخوري،

المحرّران،

كانون الثاني-يناير 2025

المناهج

1. نهج الاتصال

تم نشر فرضية تأثير الاتصال بين الناس على أفكارهم المسبقة عام 1954. وبموجب هذه الفرضية، يمكن إضعاف الأفكار والتحيّزات السلبية من خلال لقاء موجّه بين السكان في مناطق الصراع.(1) ويتطلب نجاح تنفيذ هذا النهج استيفاء أربعة شروط:

1. يجب أن يتمتّع المشاركون بمكانة متساوية،

2. يجب أن يسعوا إلى تحقيق الأهداف المشتركة،

3. يجب أن يبدوا استعدادهم للتعاون،

4. يجب أن يحظوا بدعم الإطار - السلطة أو المنطق المؤسسي - الذي يعملون في إطاره.(2)

يشكل نهج الاتصال أساسًا لممارسة تربوية لا تزال سائدة حتى اليوم في مجال العلاقات بين اليهود والعرب في البلاد، ويتم التعبير عنه بشكل أساسي في لقاءات الطلاب من المدارس المنفصلة. وفقا لنهج الاتصال، فمن أجل إضفاء الشرعية على تجربة واقع المساواة الداخلي - على عكس الواقع الخارجي، الذي توجد فيه أغلبية وأقلية، يجب أن يكون اللقاء التربوي متكافئًا وأن يشارك فيه اليهود والعرب بأعداد متساوية.

يتم انتقاد هذا النهج أحيانًا من منظورين - مهني وسياسي. يشير النقد المهني لهذا النهج إلى عدم وجود أهداف مشتركة للمبادرين إلى اللقاء: تطلُّع العرب إلى تغيير جذري في ميزان القوى، بحكم مطالبتهم بالمساواة، مقابل تضارُب مصالح اليهود الذين يسعون إلى الحفاظ على أفضليتهم في الدولة. بالإضافة إلى ذلك، هناك صعوبة بنيوية في تحقيق الشرط الرابع - دعم الإطار - لأنه حتى عندما تعرب السلطة عن دعمها المعلن للنشاط، فإنّ الواقع القائم على التمييز وعلى أساس الفصل العرقي والقومي يتناقض كليًا مع طموح خلق لقاء متساو بين الطلاب. لهذا الواقع الخارجي تأثير كبير على ما يحدث في ساحة اللقاء، وهذا التأثير مرة تعود لتحسم في نهاية المطاف.(3)

أما النقد السياسي لهذا النهج فيدّعي أن المبادرين إلى اللقاء يسعون إلى خلق صورة زائفة عن السلام بين اليهود والعرب منذ البداية، وليس العمل على تغيير الواقع. ودليلًا على ذلك، يُذكر اكتفاؤهم بعقد اللقاء فحسب، دون الحرص على تهيئة ظروف للإطار تسمح بحدوث تغيير حقيقي. ووفقًا لهذا النقد، تركّز اللقاءات على الأطفال والشباب، في حين أن البالغين، الذين يتحملون المسؤولية المدنية عن التغيير، يتجنّبون الاتصال بينهم، ويتجنّبون أي نضال لتغيير الوضع. ونتيجة لذلك، يفتقر الأطفال إلى نموذج تربوي للتغيير المنشود.(4)

شكّل نهج الاتصال بمثابة بُنية تحتية مركزية في إسرائيل للقاءات بين الشباب اليهودي والعربي منذ سبعينيات القرن العشرين. بالنسبة لبعض المشاركين اليهود، فهو بديل للتعلّم عن العرب، بينما يوفّر للمشاركين العرب الفرصة الأولى للقاء زملائهم اليهود، ولا هدف له سوى اللقاء نفسه.كرد فعل محتمل على الانتقادات الموجّهة إلى هذا النهج، طورّت مدرسة السلام في نافيه شالوم-واحة السلام نهج الحوار بين المجموعات، وهو أكثر تسييسًا ويطرح لقاءً يركّز بشكل أساسي على موازين القوى والصراع بين المشاركين. ومع ذلك، يواصل معظم المشتغلين في هذا المجال تجنّب فحص الصراع ويفضّلون تنظيم لقاءات بين الطلاب لأهداف «محايدة»، مثل ممارسة الرياضة وتعلّم اللغة الإنجليزية والأنشطة الفنية.

الهوامش

1. Allport 1954

2. المفهوم الذي طوّره ألبورت في الخمسينيات أصبح منذ ذلك الحين حجر الزاوية في هذا المجال، وله أصداء في جميع الدراسات والكتب تقريبًا. في منشورات كتّاب «نافيه شالوم - واحة السلام» (رباح حلبي، ميخال زاك، نافا زوننشاين، أحمد حجازي، وآخرون)، تم انتقاد نهج ألبورت، انظر/ي على سبيل المثال: حلبي 2000; زوننشاين 2008; بار وبار-غال 1995 — الذي يصف عملية اللقاء بين الشبيبة في نافيه شالوم - واحة السلام وفي جبعات حبيبة؛ فريدمان 2018 — الذي يصف سيرورة جرت في كلية صفد. للباحثين الآخرين الذين صقلوا النهج، ونصّوا شروطًا لنجاح اللقاء، انظر/ي: Stephan 1985; Amir 1969.

3. للاستزادة، انظر/ي: سلومون وعيساوي 2009.

4. ديختر 2014، الفصل 12 «استخدام الأطفال لأغراض سياسية»، ص 91-102.

2. التعايش

التعايش هو المصطلح الأكثر شيوعًا بين عامّة الناس لوصف العلاقات المرغوبة بين اليهود والمواطنين الفلسطينيّين في إسرائيل. توصف الصراعات بين المجموعات الأخرى في المجتمع الإسرائيليّ بعبارات مختلفة: غالبًا ما توصف الصراعات بين اليهود - على سبيل المثال: بين الأشكناز والشرقيين، بين المتديّنين والعلمانيين، أو بين المركز والضواحي - بأنها فجوات أو توتّرات اجتماعية أو خلافات فكرية، ويوصف حلها بأنه «وحدة إسرائيل». غالبًا ما توصف الصراعات داخل المجتمع العربي - على سبيل المثال، بين المسيحيّين والمسلمين والدروز - بأنها توترات بين الطوائف الدينية. في المقابل، فإن مصطلح التعايش مخصّص فقط للعلاقات بين الفلسطينيّين واليهود ويعبر عن الديموغرافيا ثنائيّة القوميّة للمواطنين الإسرائيليّين.

ظهر المصطلح علنًا لأول مرّة عام 1970 في مسرحية «تعايش» لمحمد وتد، والتي عُرضت في مسرح حيفا. ينتقد وتد في مسرحيّته العلاقات الناشئة بين اليهود والفلسطينيّين ضمن المواطنة الإسرائيليّة، وخاصة عدم المساواة بينهم(1). في الثمانينيات، كان المصطلح مكوّنًا مركزيًا في بلورة برامج وزارة التربية والتعليم، والتي كانت تدير وحدة التعليم من أجل الديمقراطية والتعايش حتى منتصف التسعينيات، وإن كان ذلك بميزانية محدودة للغاية.(2)

في التسعينيات، تعرض استخدام مصطلح التعايش لانتقادات حادّة، خاصةً في مختلف أطر الحوار العربي اليهودي (انظر/ي مصطلح: الحوار بين المجموعات). اشتد هذا النقد مع تطوّر الوعي بعدم المساواة في ميزان القوى والتحدي الذي يواجهها،(3) وكان أحد تجلياته الرئيسية «تعايش الراكب والمركوب».(4) بعد انتقاد المصطلح، تم التخلي عنه بالكامل تقريبًا من قبل النشطاء الرئيسيين في هذا المجال، ويعتبر الآن مثالًا على العلاقات غير المرغوب فيها(5)

في العقود الأولى بعد قيام الدولة، شعر قادة الجمهور بالحاجة الملحّة إلى استقرار العلاقات بين اليهود والعرب، ولكن منذ التسعينيات، تجذّر في إسرائيل نهج تعدّد المجموعات، ومنذ ذلك الحين يُشار إلى العلاقات بين المجموعات المختلفة بـ «تعدّد الشروخ».(6) في العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين، ازداد استخدام مصطلح «الحياة المشتركة» (انظر/ي المصطلح)، وازداد التركيز على تعدّد المجموعات في البلاد، مع تجاهل الأهمية الأساسية للعلاقات بين اليهود والفلسطينيّين ضمن المواطنة الإسرائيليّة. إن عدم وجود أساس متساو للعلاقات بين المجموعات - بسبب تعريف الدولة بأنها يهودية وديمقراطية (انظر/ي المصطلح) — يقوم فعليًا بتحويل الاعتراف بالاختلافات والهويات المتعدّدة إلى أساس متطوّر وخفيّ لإقصاء الفلسطينيّين ضمن المواطنة الإسرائيلية.(7)

نتيجة للاعتراف بميزان القوى القائم وضرورة الانتقال إلى المساواة الكاملة، تطوّر الإدراك بأن الفلسطينيّين واليهود هما المكوّنان الرئيسيان للمواطنة في إسرائيل. تغذّي هذه الرؤية مفهوم الشراكة القائمة على المساواة، وهي أساس المجتمع المشترك. ومن المفارقات أن مصطلح التعايش، الذي تمّ التخلّي عنه بسبب المعاني والممارسات التي ارتبطت به، يعبّر بدقّة كبيرة عن فهم الواقع ثنائيّ القومية في إسرائيل. وهذا الإدراك هو أساس إقامة مجتمع مشترك ومتساو.

الهوامش

1. هار-غيل 1970؛ كانيوك 1970..

2. سلومون وعيساوي 2009، ص 20. كتب سلومون وعيساوي في هذا الصدد:

منذ الثمانينيات بدأت تتبلور سياسة تعليمية وضعت تحسين العلاقات بين اليهود والعرب في المركز. .. في بداية عام 1984، تم نشر تعميم. .. تحدّث عن «العلاقات اليهودية العربية داخل إسرائيل كمسألة في المساواة المدنية وأسلوب حياة في بلد متعدّد الثقافات»، وطرح خطط عمل شاملة لتطبيق هذا الهدف. .. في تموز 1984، عندما تولّى يتسحاك نافون وزارة التربية والتعليم، أعلن الوزير عن سياسة التعايش وجعلها واحدة من «أهم أهداف نظام التعليم في إسرائيل» في إطار التعليم من أجل الديمقراطية. … وفي عام 1987، أنشئت وحدة التربية من أجل الديمقراطية والتعايش في وزارة التربية والتعليم، والتي بدأت أنشطتها في مجالات متنوّعة. وكجزء من تطبيق هذه السياسة، خضع آلاف المعلمين لاستكمالات في مجال التربية من أجل التعايش، وأدخِلت مواد تعليمية جديدة، وعقدت لقاءات بين الطلاب اليهود والعرب، ودخلت قضايا التربية من أجل التعايش مئات المدارس. وخلال هذه السنوات الثلاث، 1984-1987، نفذت سياسة التربية من أجل الحياة المشتركة في الممارسة العملية. (المرجع نفسه)

3. رافينوفيتش وأبو بكر 2022. ص. 74-75.

4. ״التعايش، وفقًا لتعريفه المعجمي، يقوم بين المتساوين. لكنه في حالتنا يصف وضعًا أقرب إلى وضع الفارس والفرس. كلاهما يتحرّك في نفس الاتجاه، ويتوقف عندما يكون عطشانًا أو متعبًا. إنهما يتشطران قدرًا واحدًا، لكن من الواضح من الذي يحدّد الاتجاه، ومن الذي تتمّ الرحلة وفقا لاحتياجاته» (ديختر 1999، ص 35).

5. انظر/ي، على سبيل المثال، الانتقاد اللاذع لرامي يونس وأورلي نوي (2019): ״أكثر ممّا يعبّر مفهوم الشراكة عن الطموح في المساواة، فإنه يفترض التماثل. بهذا المعنى، يُعتبر هذا نسخة أكثر حداثةً لمفهوم «التعايش»، الذي أصبح لقب «دوكي» الساخر واختفى تقريبًا من قاموس المعسكر على مرّ السنين، وهذا أمر جيّد؛ ليس لأننا نعارض فكرة التعايش، ولكن لأننا فهمنا أنّ التعايش لا يعكس طبيعة ميزان القوى المشوّه ويعمل كملاذ مريح لأولئك الذين يرون التعايش الوحيد أمام أعينهم هو التعايش بين الفرس والفارس». للحصول على موقف مماثل، انظر/ي: ساجي 2022، ص 136-137؛ Rosen 2021، ص1-17. للاستزادة حول رؤية مفهوم معيّن كعائق أمام تنفيذ الإجراءات والأفكار المنشودة، وبالتالي التخلي عنه والبحث عن مفهوم آخر، انظر/ي تقرير تامي هوفمان البحثي (2020).

6. للاطلاع على أحد الأوصاف الأولى لهذا المفهوم، انظر/ي: غابيزون 1997.

7. ״لم يمض وقت طويل على «التحوّل الثقافي» في الفكر والسياسة الليبرالية لفهم أنّ الاعتراف بالتنوّع الثقافي لمجموعات الأقليات سرعان ما قد يصبح أساسًا متطوّرًا وخفيًا للتمييز وإقصاء تلك المجموعات، على أساس «منفصل ولكن غير متساو» (فاخوري 2021، ص 198). انظر/ي أيضًا هناك حول العلاقة بين الاعتراف بالاختلاف والإقصاء.

שולי דיכטר

שלום (שולי) דיכטר הוא איש חינוך ויזם חברתי ישראלי, מחלוצי המאמץ לכינון חברה משותפת לערבים ויהודים בישראל, ומנכ"ל עמותת "יד ביד – המרכז לחינוך יהודי ערבי בישראל".

לאורך השנים פרסם עשרות מאמרים בעיתונות בישראל ובחו"ל.

סקירות וביקורות

ההמלצה היומית- למחשבה

מה הסיפור: האם אחרי כל מה שעברנו בשנתיים האחרונות יש עוד סיכוי לפיוס ואולי אפילו לדו קיום? אשרי המאמינים.

קל/ כבד: קריא ומדויק.

למה כן: איש החינוך היהודי והסוציולוג הערבי יוצאים מתוך נקודת הנחה שהבסיס לכל התקרבות בין העמים טמון בעצם בשפה.

למה לא: כן. בהצלחה עם זה.

השורה התחתונה: ספר שהוא תוצר מסקרן של חשיבה מקורית מאוד על מה שמחבר בין אנשים ובין קהילות. הלוואי שזה באמת יעבוד.

רן בן נון ההמלצה היומית 28/10/2025 לקריאת הסקירה המלאה >

עוד על הספר

סקירות וביקורות

ההמלצה היומית- למחשבה

מה הסיפור: האם אחרי כל מה שעברנו בשנתיים האחרונות יש עוד סיכוי לפיוס ואולי אפילו לדו קיום? אשרי המאמינים.

קל/ כבד: קריא ומדויק.

למה כן: איש החינוך היהודי והסוציולוג הערבי יוצאים מתוך נקודת הנחה שהבסיס לכל התקרבות בין העמים טמון בעצם בשפה.

למה לא: כן. בהצלחה עם זה.

השורה התחתונה: ספר שהוא תוצר מסקרן של חשיבה מקורית מאוד על מה שמחבר בין אנשים ובין קהילות. הלוואי שזה באמת יעבוד.

רן בן נון ההמלצה היומית 28/10/2025 לקריאת הסקירה המלאה >
לקסיקון לחברה משותפת שולי דיכטר, אמיר פאח'ורי

مقدّمة

المجتمع المشترك

من وجهة نظرنا، يجب أن يتوسّع مفهوم المجتمع المشترك من مجرّد مقاربة واحدة من بين عدّة مقاربات إلى مجال معرفيّ راسخ ومتنوّع، يمكن أن يوفّر أدوات متعدّدة التخصّصات لفهم العلاقات بين اليهود الإسرائيليّين والعرب الفلسطينيّين في مجمل مساحة الصراع، ويمكنه كذلك تنظيم هذه العلاقات على نحو متّفق عليه وعادل ومنصف يحمل معنًى عمليًا وعاطفيًا لكلا الجانبيْن، على مختلف مجموعاتهما الفرعيّة. في هذا الصدد، يجب أن تغدو عبارة «المجتمع المشترك» نظريّة شاملة، تتّسم بلغة خاصّة ورموز وخزائن كتب وروايات وسرديّات ومؤسّسات ومنظومة تسويغات. لذا، ورغم أنّ المعجم الحاليّ يتضمّن مصطلح المجتمع المشترك كنهج، إلا أن جميع مصطلحاته، ومجلّداته اللاحقة، على أمل أن تأتي، تهدف إلى دعم السيرورة الشاملة لتأسيس مجتمع مشترك كتيّار فكريّ، ومجال معرفيّ راسخ ومتنوّع، يلائم جميع سكّان الوطن.

 

المعجم 

تمّ إعداد هذا المعجم الخاصّ وتحريره في مركز نيسان في معهد فان لير في القدس بهدف المساهمة في تأسيس المعرفة حول العلاقات بين المجموعتيْن القوميّتيْن في إسرائيل، وتطوير الجدل المدروس حولهما، وبالتالي تحديد مجال معرفيّ منظّم ومنهجيّ ومتميّز. كما يهدف إلى تعزيز الممارسة العمليّة للخبراء في هذا المجال وتطويرها من خلال تعميق المعرفة النظريّة الأكاديميّة. إنها عملية نشاط فكريّ تحاول تعريف الفضاء المفاهيميّ من خلال الملاحظة والفحص النظريّ وشحذ الاختلافات بين المفاهيم المنافسة القائمة، إلى جانب الإشارة إلى الوجهات المشتركة. يهدف هذا التعمّق النظريّ أيضًا إلى المساهمة في بناء مجتمع فكريّ-سياسيّ يدعم إقامة مجتمع مشترك.

شارك في وضع المضامين نحو 20 من أبرز قادة منظّمات المجتمع المشترك في إسرائيل: يدًا بيد للتعليم ثنائيّ اللغة، سيكوي-أفق، مبادرات إبراهيم، مهباخ-تغيير، ومعهد أجيك-النقب. تم تشكيل المجموعة عام 2021 كجزء من دراسة مشتركة للنظريّات التي تساعد في تحديد التصوّرات المختلفة للمجتمع المشترك، وكيفيّة تغذية هذه النظريّات للأجندات المختلفة وتأثيرها عليها في بيئة عمل المجتمع المدني. عُقدت عام 2022 ثمانية لقاءات للمجموعة بأكملها بغرض المشاركة في كتابة المعجم، وكذلك لقاءات عمل للمحرّرين مع الكتّاب.

المصطلحات

اختار المصطلحات في هذا المعجم أعضاءُ مجموعة القيادة والمحرّران، ويعكس التنوّع الذي نشأ العمل اليومي للمنظّمات وكذلك الحاجة إلى وضع هذا العمل في مجال مفاهيميّ وتحليليّ وجماهيريّ من خلال الدراسة النظريّة.

في شرح كلّ مصطلح، رأينا أن نتناول أربعة أبعاد:(1) معناه الشائع،(2) معانيه الأخرى، موقعه بالنسبة إلى المصطلحات الأخرى ذات الصلة، والآراء والمواقف المختلفة بشأنه في السياق الإسرائيليّ،(3) موقعه في مجال البحث الأكاديميّ والجماهيريّ،(4) ارتباطه المباشر بالمجتمع المشترك.

من أجل الإيجاز والوضوح، يحتوي كلّ مصطلح على بضع مئات الكلمات. في الوقت نفسه، أرفقنا المصطلحات بهوامش تُحيل إلى مجموعة واسعة من المقالات والكتب في مجال المجتمع المدنيّ، بالإضافة إلى المواد ذات الصلة في المجالات الأكاديميّة المرادفة، مثل علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعيّ والتاريخ والعلوم السياسيّة وغيرها. الغرض من هذه الهوامش هو المساهمة في بناء مكتبة المجتمع المشترك.

هذا العمل رائد - الأوّل من نوعه في البلاد - لناحيتيْن: أوّلًا، بفضل مشاركة العديد من الكتّاب الذين يقفون في طليعة قيادة تطبيق الشراكة بين اليهود والفلسطينيّين ضمن المواطنة الإسرائيليّة. ثانيًا، لأنه المحاولة الأولى لتحديد ماهيّة المجتمع المشترك، وتأسيس هذا التعريف على عمليّة مَفهَمة تستند إلى الكتابة الأكاديميّة النظريّة، وكذلك على تقارير ميدانيّة من العاملين في هذا المضمار. لهذا السبب، لم يُختتم المشروع مع نشر المعجم، بل افتُتح به. وسيتمّ تعميقه وتكثيفه مستقبلًا في كلّ عام، سواء في عدد المصطلحات التي ستُضاف إليه وتوسيع الفئات الحاليّة، أو في عدد الكتّاب الذين سيُسهمون بخبرتهم وخلاصة تجربتهم التراكميّة. في المستقبل، نخطّط لوضع أنطولوجيا للمجتمع المشترك تعتمد بشكل أساسيّ على الجانب الأكاديميّ من عملنا، وسيُسهم في وضعها المزيد من الكتّاب من الأوساط الأكاديميّة.

يمكن تقسيم المصطلحات الواردة في هذه الطبعة الأولى من المعجم إلى خمس مجموعات:(1) مقاربات مختلفة لإدارة الاختلافات والتشابهات الثقافيّة،(2) التصوّرات المتعلّقة بالمجتمعات المنقسمة ثقافيًا،(3) الأجندة المبدئيّة والعمليّة لمنظّمات المجتمع المشترك،(4) قضايا في المواطنة الإسرائيليّة يُعنى بها المجتمع العربيّ الفلسطينيّ وتؤثّر على المجتمع المشترك،(5) الأحداث المؤسِّسة التي تشكّل مَعْلمًا في حياة القومتيْن. يتم ترتيب المصطلحات في كل مجموعة أبجديًا، باستثناء الأحداث المؤسِّسة في المجموعة الأخيرة، والتي تظهر وفق تسلسلها الزمنيّ.

التوزيع على القرّاء

تشمل دائرة الهدف المباشر للمعجم أولئك الذين يعملون على تأسيس مجتمع مشترك في إسرائيل، بالإضافة إلى دائرة نفوذهم. تشمل الدائرة المستهدفة الثانية الأطر التي تتعامل مع إدارة الاختلافات والتشابهات بين المجموعات الثقافيّة المختلفة ضمن المواطنة الإسرائيليّة، مثل منظّمات تعزيز القيادة الاجتماعيّة، منظّمات التعليم اللا منهجيّ، والمنظّمات التي تنظّم لقاءات بين مجموعات وحركات شبابيّة. الدائرة الثالثة، الآخذة بالاتّساع، تشمل أطر عمل مختلطة من الأساس، مثل الكليّات والجامعات والمستشفيات والسلطات المحليّة وغيرها. ويهدف المعجم إلى تقديم محتوى توضيحيّ يساعد في توجيه مسار هذه الأطر كأطر مشتركة أو أطر تطمح إلى الشراكة.

نعتزم في مركز نيسان جعل المعجم مرجعًا فكريًا وقياسًا مفاهيميًا لجميع المعنيّين بالموضوع. وعليه نعمل حاليًا على إعداد خطط دراسيّة تعتمد على مصطلحات المعجم، بهدف إجراء نقاش حولها ودراستها ومعالجتها بشكل منهجيّ بين الدوائر المختلفة.

بالإضافة إلى نشره ورقيًا في طبعة ثنائيّة اللّغة (عبريّة وعربيّة) من حوالي 200 صفحة، سيتمّ نشر المعجم أيضًا في نسخة إلكترونيّة. بالإضافة إلى ذلك، نخطّط لتوزيع المعجم على جمهور أوسع من خلال مقاطع الفيديو والمناقشات المفتوحة على الشبكات الاجتماعيّة.

اصطلاح

اخترنا أن نشير في جميع فصول المعجم إلى المواطنين العرب في إسرائيل على أنهم «فلسطينيّون ضمن المواطنة الإسرائيليّة». هناك سببان رئيسيّان لهذه التسمية: أوّلًا، هناك طمس متزايد للحدود الدوليّة، تصبح بسببه المواطنة الإسرائيليّة — وليس الجغرافيا (الخط الأخضر) — الخط الحدوديّ الذي يفصل إسرائيل نفسها عن «الأراضي المحتلة». والثاني هو أنّ المواطنة الإسرائيليّة هي في آن واحد وضعٌ قانونيّ وتجربةُ حياة، وهي المعيار الأساسيّ الذي يميّز المواطنين الفلسطينيّين داخل الخط الأخضر عن الرعايا الفلسطينيّين الذين يعيشون في الأراضي المحتلة.

وكما أسلفنا، فإنّ المعجم لا ينتهي بهذا الكتاب، بل يمثل بداية مشروع ممتدّ. يظلّ مفتوحًا عمدًا، على أمل أن يكون الانشغال بالمجتمع المشترك والتفكير فيه واسعًا لدرجة تمكينه مستقبلًا من احتواء مقاربات متنوّعة، بل وخلافات. وستزداد قيمته مع السنين، وسيكون هو نفسه بمثابة توثيق، نفتقر إليه بشدّة حتى الآن، للتطوّر المفاهيميّ في مجالنا. وفقا لبرامجنا، ستكون نسخته القادمة أوسع، سواء من حيث عدد المصطلحات أو من حيث تنوّعها. وبقدر ما يساورنا القلقـ يساورنا الفضول ترقبًا لقوادم الأيام.

شولي ديختر ود. أمير فاخوري،

المحرّران،

كانون الثاني-يناير 2025

المناهج

1. نهج الاتصال

تم نشر فرضية تأثير الاتصال بين الناس على أفكارهم المسبقة عام 1954. وبموجب هذه الفرضية، يمكن إضعاف الأفكار والتحيّزات السلبية من خلال لقاء موجّه بين السكان في مناطق الصراع.(1) ويتطلب نجاح تنفيذ هذا النهج استيفاء أربعة شروط:

1. يجب أن يتمتّع المشاركون بمكانة متساوية،

2. يجب أن يسعوا إلى تحقيق الأهداف المشتركة،

3. يجب أن يبدوا استعدادهم للتعاون،

4. يجب أن يحظوا بدعم الإطار - السلطة أو المنطق المؤسسي - الذي يعملون في إطاره.(2)

يشكل نهج الاتصال أساسًا لممارسة تربوية لا تزال سائدة حتى اليوم في مجال العلاقات بين اليهود والعرب في البلاد، ويتم التعبير عنه بشكل أساسي في لقاءات الطلاب من المدارس المنفصلة. وفقا لنهج الاتصال، فمن أجل إضفاء الشرعية على تجربة واقع المساواة الداخلي - على عكس الواقع الخارجي، الذي توجد فيه أغلبية وأقلية، يجب أن يكون اللقاء التربوي متكافئًا وأن يشارك فيه اليهود والعرب بأعداد متساوية.

يتم انتقاد هذا النهج أحيانًا من منظورين - مهني وسياسي. يشير النقد المهني لهذا النهج إلى عدم وجود أهداف مشتركة للمبادرين إلى اللقاء: تطلُّع العرب إلى تغيير جذري في ميزان القوى، بحكم مطالبتهم بالمساواة، مقابل تضارُب مصالح اليهود الذين يسعون إلى الحفاظ على أفضليتهم في الدولة. بالإضافة إلى ذلك، هناك صعوبة بنيوية في تحقيق الشرط الرابع - دعم الإطار - لأنه حتى عندما تعرب السلطة عن دعمها المعلن للنشاط، فإنّ الواقع القائم على التمييز وعلى أساس الفصل العرقي والقومي يتناقض كليًا مع طموح خلق لقاء متساو بين الطلاب. لهذا الواقع الخارجي تأثير كبير على ما يحدث في ساحة اللقاء، وهذا التأثير مرة تعود لتحسم في نهاية المطاف.(3)

أما النقد السياسي لهذا النهج فيدّعي أن المبادرين إلى اللقاء يسعون إلى خلق صورة زائفة عن السلام بين اليهود والعرب منذ البداية، وليس العمل على تغيير الواقع. ودليلًا على ذلك، يُذكر اكتفاؤهم بعقد اللقاء فحسب، دون الحرص على تهيئة ظروف للإطار تسمح بحدوث تغيير حقيقي. ووفقًا لهذا النقد، تركّز اللقاءات على الأطفال والشباب، في حين أن البالغين، الذين يتحملون المسؤولية المدنية عن التغيير، يتجنّبون الاتصال بينهم، ويتجنّبون أي نضال لتغيير الوضع. ونتيجة لذلك، يفتقر الأطفال إلى نموذج تربوي للتغيير المنشود.(4)

شكّل نهج الاتصال بمثابة بُنية تحتية مركزية في إسرائيل للقاءات بين الشباب اليهودي والعربي منذ سبعينيات القرن العشرين. بالنسبة لبعض المشاركين اليهود، فهو بديل للتعلّم عن العرب، بينما يوفّر للمشاركين العرب الفرصة الأولى للقاء زملائهم اليهود، ولا هدف له سوى اللقاء نفسه.كرد فعل محتمل على الانتقادات الموجّهة إلى هذا النهج، طورّت مدرسة السلام في نافيه شالوم-واحة السلام نهج الحوار بين المجموعات، وهو أكثر تسييسًا ويطرح لقاءً يركّز بشكل أساسي على موازين القوى والصراع بين المشاركين. ومع ذلك، يواصل معظم المشتغلين في هذا المجال تجنّب فحص الصراع ويفضّلون تنظيم لقاءات بين الطلاب لأهداف «محايدة»، مثل ممارسة الرياضة وتعلّم اللغة الإنجليزية والأنشطة الفنية.

الهوامش

1. Allport 1954

2. المفهوم الذي طوّره ألبورت في الخمسينيات أصبح منذ ذلك الحين حجر الزاوية في هذا المجال، وله أصداء في جميع الدراسات والكتب تقريبًا. في منشورات كتّاب «نافيه شالوم - واحة السلام» (رباح حلبي، ميخال زاك، نافا زوننشاين، أحمد حجازي، وآخرون)، تم انتقاد نهج ألبورت، انظر/ي على سبيل المثال: حلبي 2000; زوننشاين 2008; بار وبار-غال 1995 — الذي يصف عملية اللقاء بين الشبيبة في نافيه شالوم - واحة السلام وفي جبعات حبيبة؛ فريدمان 2018 — الذي يصف سيرورة جرت في كلية صفد. للباحثين الآخرين الذين صقلوا النهج، ونصّوا شروطًا لنجاح اللقاء، انظر/ي: Stephan 1985; Amir 1969.

3. للاستزادة، انظر/ي: سلومون وعيساوي 2009.

4. ديختر 2014، الفصل 12 «استخدام الأطفال لأغراض سياسية»، ص 91-102.

2. التعايش

التعايش هو المصطلح الأكثر شيوعًا بين عامّة الناس لوصف العلاقات المرغوبة بين اليهود والمواطنين الفلسطينيّين في إسرائيل. توصف الصراعات بين المجموعات الأخرى في المجتمع الإسرائيليّ بعبارات مختلفة: غالبًا ما توصف الصراعات بين اليهود - على سبيل المثال: بين الأشكناز والشرقيين، بين المتديّنين والعلمانيين، أو بين المركز والضواحي - بأنها فجوات أو توتّرات اجتماعية أو خلافات فكرية، ويوصف حلها بأنه «وحدة إسرائيل». غالبًا ما توصف الصراعات داخل المجتمع العربي - على سبيل المثال، بين المسيحيّين والمسلمين والدروز - بأنها توترات بين الطوائف الدينية. في المقابل، فإن مصطلح التعايش مخصّص فقط للعلاقات بين الفلسطينيّين واليهود ويعبر عن الديموغرافيا ثنائيّة القوميّة للمواطنين الإسرائيليّين.

ظهر المصطلح علنًا لأول مرّة عام 1970 في مسرحية «تعايش» لمحمد وتد، والتي عُرضت في مسرح حيفا. ينتقد وتد في مسرحيّته العلاقات الناشئة بين اليهود والفلسطينيّين ضمن المواطنة الإسرائيليّة، وخاصة عدم المساواة بينهم(1). في الثمانينيات، كان المصطلح مكوّنًا مركزيًا في بلورة برامج وزارة التربية والتعليم، والتي كانت تدير وحدة التعليم من أجل الديمقراطية والتعايش حتى منتصف التسعينيات، وإن كان ذلك بميزانية محدودة للغاية.(2)

في التسعينيات، تعرض استخدام مصطلح التعايش لانتقادات حادّة، خاصةً في مختلف أطر الحوار العربي اليهودي (انظر/ي مصطلح: الحوار بين المجموعات). اشتد هذا النقد مع تطوّر الوعي بعدم المساواة في ميزان القوى والتحدي الذي يواجهها،(3) وكان أحد تجلياته الرئيسية «تعايش الراكب والمركوب».(4) بعد انتقاد المصطلح، تم التخلي عنه بالكامل تقريبًا من قبل النشطاء الرئيسيين في هذا المجال، ويعتبر الآن مثالًا على العلاقات غير المرغوب فيها(5)

في العقود الأولى بعد قيام الدولة، شعر قادة الجمهور بالحاجة الملحّة إلى استقرار العلاقات بين اليهود والعرب، ولكن منذ التسعينيات، تجذّر في إسرائيل نهج تعدّد المجموعات، ومنذ ذلك الحين يُشار إلى العلاقات بين المجموعات المختلفة بـ «تعدّد الشروخ».(6) في العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين، ازداد استخدام مصطلح «الحياة المشتركة» (انظر/ي المصطلح)، وازداد التركيز على تعدّد المجموعات في البلاد، مع تجاهل الأهمية الأساسية للعلاقات بين اليهود والفلسطينيّين ضمن المواطنة الإسرائيليّة. إن عدم وجود أساس متساو للعلاقات بين المجموعات - بسبب تعريف الدولة بأنها يهودية وديمقراطية (انظر/ي المصطلح) — يقوم فعليًا بتحويل الاعتراف بالاختلافات والهويات المتعدّدة إلى أساس متطوّر وخفيّ لإقصاء الفلسطينيّين ضمن المواطنة الإسرائيلية.(7)

نتيجة للاعتراف بميزان القوى القائم وضرورة الانتقال إلى المساواة الكاملة، تطوّر الإدراك بأن الفلسطينيّين واليهود هما المكوّنان الرئيسيان للمواطنة في إسرائيل. تغذّي هذه الرؤية مفهوم الشراكة القائمة على المساواة، وهي أساس المجتمع المشترك. ومن المفارقات أن مصطلح التعايش، الذي تمّ التخلّي عنه بسبب المعاني والممارسات التي ارتبطت به، يعبّر بدقّة كبيرة عن فهم الواقع ثنائيّ القومية في إسرائيل. وهذا الإدراك هو أساس إقامة مجتمع مشترك ومتساو.

الهوامش

1. هار-غيل 1970؛ كانيوك 1970..

2. سلومون وعيساوي 2009، ص 20. كتب سلومون وعيساوي في هذا الصدد:

منذ الثمانينيات بدأت تتبلور سياسة تعليمية وضعت تحسين العلاقات بين اليهود والعرب في المركز. .. في بداية عام 1984، تم نشر تعميم. .. تحدّث عن «العلاقات اليهودية العربية داخل إسرائيل كمسألة في المساواة المدنية وأسلوب حياة في بلد متعدّد الثقافات»، وطرح خطط عمل شاملة لتطبيق هذا الهدف. .. في تموز 1984، عندما تولّى يتسحاك نافون وزارة التربية والتعليم، أعلن الوزير عن سياسة التعايش وجعلها واحدة من «أهم أهداف نظام التعليم في إسرائيل» في إطار التعليم من أجل الديمقراطية. … وفي عام 1987، أنشئت وحدة التربية من أجل الديمقراطية والتعايش في وزارة التربية والتعليم، والتي بدأت أنشطتها في مجالات متنوّعة. وكجزء من تطبيق هذه السياسة، خضع آلاف المعلمين لاستكمالات في مجال التربية من أجل التعايش، وأدخِلت مواد تعليمية جديدة، وعقدت لقاءات بين الطلاب اليهود والعرب، ودخلت قضايا التربية من أجل التعايش مئات المدارس. وخلال هذه السنوات الثلاث، 1984-1987، نفذت سياسة التربية من أجل الحياة المشتركة في الممارسة العملية. (المرجع نفسه)

3. رافينوفيتش وأبو بكر 2022. ص. 74-75.

4. ״التعايش، وفقًا لتعريفه المعجمي، يقوم بين المتساوين. لكنه في حالتنا يصف وضعًا أقرب إلى وضع الفارس والفرس. كلاهما يتحرّك في نفس الاتجاه، ويتوقف عندما يكون عطشانًا أو متعبًا. إنهما يتشطران قدرًا واحدًا، لكن من الواضح من الذي يحدّد الاتجاه، ومن الذي تتمّ الرحلة وفقا لاحتياجاته» (ديختر 1999، ص 35).

5. انظر/ي، على سبيل المثال، الانتقاد اللاذع لرامي يونس وأورلي نوي (2019): ״أكثر ممّا يعبّر مفهوم الشراكة عن الطموح في المساواة، فإنه يفترض التماثل. بهذا المعنى، يُعتبر هذا نسخة أكثر حداثةً لمفهوم «التعايش»، الذي أصبح لقب «دوكي» الساخر واختفى تقريبًا من قاموس المعسكر على مرّ السنين، وهذا أمر جيّد؛ ليس لأننا نعارض فكرة التعايش، ولكن لأننا فهمنا أنّ التعايش لا يعكس طبيعة ميزان القوى المشوّه ويعمل كملاذ مريح لأولئك الذين يرون التعايش الوحيد أمام أعينهم هو التعايش بين الفرس والفارس». للحصول على موقف مماثل، انظر/ي: ساجي 2022، ص 136-137؛ Rosen 2021، ص1-17. للاستزادة حول رؤية مفهوم معيّن كعائق أمام تنفيذ الإجراءات والأفكار المنشودة، وبالتالي التخلي عنه والبحث عن مفهوم آخر، انظر/ي تقرير تامي هوفمان البحثي (2020).

6. للاطلاع على أحد الأوصاف الأولى لهذا المفهوم، انظر/ي: غابيزون 1997.

7. ״لم يمض وقت طويل على «التحوّل الثقافي» في الفكر والسياسة الليبرالية لفهم أنّ الاعتراف بالتنوّع الثقافي لمجموعات الأقليات سرعان ما قد يصبح أساسًا متطوّرًا وخفيًا للتمييز وإقصاء تلك المجموعات، على أساس «منفصل ولكن غير متساو» (فاخوري 2021، ص 198). انظر/ي أيضًا هناك حول العلاقة بين الاعتراف بالاختلاف والإقصاء.